العشور في العهد الجديد؟
هذه الإجابة ليست سوى عرض قصير لما يعلمنا الكتاب المقدس عن "العشور" في مقابل "العطاء". وأشكر الله من أجل كتاب الدكتور رسل إيرل كيلي Dr. Russell Earl Kelly والذي أرشحه بشدة بعنوان: "هل يجب على الكنيسة أن تعلّم عن العشور؟ استنتاجات لاهوتيّ حول عقيدة محظورة." وهو يعطينا دراسة أكمل لهذا الموضوع الأهم من بين الموضوعات الكتابية. والكثير من أفكاري التي أكتبها أدناه تأتي من تفاعلي مع الدكتور كيلي.
يجب أن نقوم بتمييز مهم فيما يختص بـ"عطاء" المسيحيين اليوم. كما سنرى بشكل مختصر أدناه، فإن تقديم العشور كان وصية لإسرائيل بينما كانوا يعيشون في أرض الموعد. وكان هناك ثلاثة عشور رئيسية لإسرائيل. كان هذا قانون الدولة. إلا أننا اليوم، توسعت الكنيسة إلى خارج حدود أرض الموعد. لم تعد الكنيسة اليوم تحت الناموس (رومية 10: 4، غلاطية 3: 23-25، أفسس 2: 15، كولوسي 2: 14). يجب على المسيحي اليوم أن "يُعطي" بدافع المحبة وليس الناموس. ومن المهم أن نتمسك بهذا التمييز - لأنه جزء من الإنجيل الذي تم تسليمه مرة إلى القديسين (يهوذا 1: 3).
حقائق عن نظام العشور في العهد القديم:
دعونا ننظر للحظة إلى بعض الحقائق الأساسية فيما يختص "بالعشور" في العهد القديم:
(1) العشور الزراعية - وهي عشور العهد القديم المركزة على "الأرض" (بناء على الطعام)، وليست بناء على "كل فرد". لقد كانت على انتاج ثمار الفرد وشجر الزيتون، وزيادة الأراضي الزراعية للشخص وزيادة قطعانه (لاويين 27: 30-33، عدد 18: 21-25، تثنية 14: 22-29). من البهائم يُعطى فقط الحيوان العاشر الذي يمر تحت عصا الراعي (لاويين 27: 32) - وإن كان المرء يملك 9 حيوانات فقط لم يكن هناك تعشير للحيوانات بالنسبة له.
لم يكن هناك طلب كتابي بتقديم العشور على الزيادة الغير زراعية. كانت هناك عشور "طوعية" فيما يختص بالمكاسب في الحروب، وهو ما نجده في عشور إبراهيم لملكي صادق. لقد كانت هذه العشور: 1- "طوعية" (فملكي صادق لم يقبل العشور في البداية - تكوين 14: 21) و2- "بقسم" (أصر إبراهيم حيث أنه كان قد أقسم - تكوين 14: 22-24). الكتاب المقدس لا يسجل لنا إن كان إبراهيم قد عشّر قبل هذا الحدث مع ملكي صادق أو بعده. وبينما يصح قول إن ابراهيم قدم عشوراً طوعيةً قبل تأسيس الناموس (تكوين 14: 20)، إلا أننا يجب أن نلاحظ أيضًا أن إبراهيم اختتن قبل الناموس (تكوين 17: 10). والختان ليس مطلوباً من المؤمنين اليوم. في الحقيقة، يقول بولس بشكل خاص أن هذا ليس جزءً من علاقتنا مع الله (غلاطية 5: 11، 12). لاحظ، أن يعقوب أيضًا قدّم عشورًا طواعية بقسم (تكوين 28: 22).
(2) زيادة الأرض - وهي عشور العهد القديم التي كانت تُعطى على زيادة الأراضي، مما يبين رعاية الله وتوفيره للاحتياجات وملكيته لأرض الموعد (لاويين 27: 30-33، عدد 18: 21-25، تثنية 14: 22-29). " اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَتْرُكَ اللاَّوِيَّ، كُلَّ أَيَّامِكَ عَلَى أَرْضِكَ." (تثنية 12: 19). أغلبية الكنيسة لم تعد تعيش في الأرض. فهي تمتد بشكل مستمر لتصل إلى كل قبيلة وأمة (رؤية 5: 9، 7: 9).
يستخدم الرابيين اليهود اليوم نظام الكفيل الذي به العديد من الدولارات لكل مقعد في مجامعهم ليجمعوا التبرعات، حيث أنهم لم يعودوا يستقبلون العشور لدعم هيكل غير موجود (على الأقل فكرتهم عن وجود الهيكل). هذا يبين مقدار ربطهم الوثيق بين عشور العهد القديم وأرض الموعد.
أغلبية مسيحي العهد الجديد يعيشون خارج أرض الموعد (أنظر إلى تثنية 12: 19). ومع كوننا لا نشير إلى الناموس الأخلاقي، إلا أن مسيحي العهد الجديد معفيون من ناموس العهد القديم (رومية 2: 12، غلاطية 3: 23-24، 4: 5، قارن رومية 7: 1) - والذي حققه المسيح (متى 5: 17- 20، أعمال الرسل 13: 29). فليس عليهم أن "يعشروا" (تثنية 12: 19).
(3) ثلاثة أنواع من العشور في العهد القديم - لم يكن يُعطى عشر واحد في العهد القديم، بل ثلاثة: 1- عُشر يُعطى للاويين والكهنة، 2- وآخر يُستهلك في عيد المظال، و3- أخر كل ثالث سنة من أجل مساعدة الفقراء. أنظر رابط "عشور العهد القديم؟" أدناه.
إن كانت العشور إجبارية حتى الآن، ألا يجب على كنيسة العهد الجديد أن تدفع "ثلاثة" عشور؟ إن كان المرء يرغب في أن يصر على "استمرارية" عشور العهد القديم، فيجب أن يكون هناك تكليف بالثلاثة أنواع من العشور - وليس فقط عُشر واحد تبلغ قيمته 10%. فإما توجد استمرارية أو لا توجد؟ إن رغب المرء في أي يضع نفسه تحت الناموس، فسيحتاج اذاً أن يطيع الناموس كله (رومية 7: 1).
(4) السنة السابعة: وهي ليست من عشور العهد القديم - حيث أنه كان على الأرض أن تبقى في راحة وتبقي الأشجار بدون حصاد في السنة السابعة، فلم يكن هناك عشور عهد قديم من الأرض في السنة السابعة (خروج 23: 11، لاويين 25: 11-12). إن رغبنا في التركيز على الاستمرارية فسنحتاج أن نسأل: "هل كنائس العهد الجديد التي تُعلم عن تقديم العشور في العهد الجديد تتجاهل السنة السابعة؟" وإن لم يكن الأمر كذلك، فلما لا؟ أنظر رقم 3 أعلاه.
(5) العشور للاويين لم تعد موجودة - عشور العهد القديم كانت تذهب للاويين. هي لم تكن لصيانة المباني أو لإقامة البرامج، فقد كانت هذه تأتي من "التقدمات". فالعشور والتقدمات كانت مختلفة عن بعضها البعض. فاللاوي كان يعشر من العشور التي كان يأخذها وكان يعطي العشر للكهنة من نسل هارون. كان هذا من أجل تقديم الزيادة الزراعية المعطاة لهم. والآن لم يعد في مقدور اللاويين أن يستقبلوا العشور- فإن نسلهم لم يعد موجود. "اِحْتَرِزْ مِنْ أَنْ تَتْرُكَ اللاَّوِيَّ، كُلَّ أَيَّامِكَ عَلَى أَرْضِكَ." (تثنية 12: 19).
(6) لا توجد عشور على الأجور - لا يقول العهد القديم والعهد الجديد شيئًا عن تقديم العشور عن الأجور، أو الدخل الآتي من التجارة أو الاستثمار، ولا عن نتاج الأرض "خارج" أرض الموعد. كان سبط جاد خارج نطاق أرض الموعد، ولكن المنطقة القبلية لجاد كانت جزء من الميراث الذي وعد الله أن يعطيه لهم. لذا، فقد كانوا في أرض ميعادهم جوهريًا. وبالتالي، فنحن نرى أنه لم يكن هناك أي عشور الزامية خارج أرض الموعد. قارن مع رقم 1 أعلاه.
لم تكن هناك شريعة في العهد القديم تتطلب العشور على الأجر، فكم وكم ثلاثة أنواع من العشور (انظر "عشور العهد القديم" أدناه). وبالرغم من أنه مذكور في العهد القديم: 1- الصيادون (لاويين 11: 9-12)، و2- المنخرطون في التعدين (تثنية 8: 9)، و3- العاملون في أعمال الخشب (1 ملوك 5: 7-12)، و4- البناؤون (1 ملوك 5: 13-18) لا يُقال لهم عن ضرورة دفع "العشور".
(7) لا عشور على الفقراء - لم يأمر العهد القديم الفقراء أبدًا أن يقدموا "عشورًا" (يمكنهم أن يُعطوا "تقدمات"، ولكنه غير مطلوب منهم أن يُعشروا، لاويين 5: 11-13، 14: 21، 7: 8)، وبدلًا من ذلك كان عليهم أن يقبلوا من العشور، ومن التقدمات، ومن كل ما يُلقط، ومن غنيمة إسرائيل ( تثنية 26: 12-13، ملاخي 3: 5، قارن مع لاويين 25: 6، 8-15، 23-35، 25: 16-25، وعدد 36: 4، وتثنية 24: 19-21، أستير 9: 22، حزقيال 46: 17). يكتب روبرت سبندر Robert Spender في قاموس بيكر الإنجيلي للاهوت العهد القديم:
ما وراء التشريع المباشر فقد احتوت عدد من المؤسسات أحكاما خاصة للفقراء. فقوانين الالتقاط تركز على الأرملة واليتيم، والغريب، والفقير (لاويين 19: 9-10؛ 23 :22؛ تثنية 24: 19-22). خلال السنة السابعة كانت الديون تسقط (تثنية 15: 1-9)، وقدمت سنة اليوبيل سنة الإفراج عن العبرانيين الذين أصبحوا عبيدا بسبب الفقر (لاويين 25: 39-41؛ 25: 54). خلال هذه الأعياد كان الفقراء يأكلون بحرية من المنتجات من كل الحقول (خروج 23: 11، لاويين 25: 6-7؛ لاويين 25: 12).والمزيد من الشروط لمساعدة الفقراء كانت تتضمن حق الفداء من العبودية من القريب (لاويين 25: 47-49)، والدعم من عشور السنة الثالثة (تثنية 14: 28-29)، وأحكام خاصة مختصة بذبائح الذنب. توضح هذه الشريعة الأخير الطبيعة النسبية لمفهوم الفقر. فإن لم يكن الشخص قادراً على تقديم حمل الكفارة العادي، يقدر أن يقدم حمامتين (لاويين 5: 7) ولكن المزيد من الاعتبارات، (الاستبدال بعُشر ايفة دقيق)، تُصنع للشخص الذي لا يقدر على دفع ثمن الحمامتين (لاويين 5: 10). من الواضح، أن الناموس ركز على أن الفقر ليس سبب يستثني المرء من الكفارة والعبادة
كتب الدكتور جايمز كيندي:
الفقراء لا يُعطون العشور، بل يستقبلونها إما بشكل مباشر من الجيران والأصدقاء العطوفين أو من خلال خدمة رجال الدين. أي عطية تُعطى من شخص فقير هي عطية من رغبة حر، وليست عشوراً. العشور هي ضرائب الله، يطلبها ممن يكسبون من عملهم. وهي غير مطلوبة من هؤلاء الذين يعيشون من الرعاية الاجتماعية أو مما ادخروه. واجبنا الاقتصادي الأول هو أن نسمح بوجود الضروري من الطعام، والملابس، والبيت الملائم لعائلاتنا. لم يكن القصد من العشور منعنا من توفير الضروري، والدعم المادي لأعضاء عائلتنا (1 تيموثاوس 5: 1-8، متى 15: 3-9).(8) عشور الخزنة (بالمجمع) - أمر الرب شعب إسرائيل قائلًا: "هَاتُوا جَمِيعَ الْعُشُورِ إِلَى الْخَزْنَةِ لِيَكُونَ فِي بَيْتِي طَعَامٌ..." (ملاخي 3: 8-12). هذا النص هو شريعة من العهد القديم (أنظر لاويين 6: 14-23). يستخدم ملاخي 3: 8 "العشور" بالجمع (أي الثلاثة أنواع، أنظر "عشور العهد القديم" أدناه) وليس بالمفرد. اذًا فالتعليم عن عُشر واحد 10% من هذا النص سيكن خاطئًا - حيث أن العشور كانت تساوي 23.33% على الأقل.
والخزنة هي مكان تخزين العشور "الزراعية" في العهد القديم. لاحظ مرة أخرى، تركيز العشور على الفائض الزراعي. فالعامل في التعدين لا يمكنه أن يضع أي شيء في المخازن. بالإضافة إلى أن معظم المسيحيون لم يعودوا في أرض الموعد فيما بعد، وهم لا يملكون المزارع، ولم يعد الهيكل قائم. عندما أعطى يسوع الوصية العظمى للكنيسة (متى 28: 18-20)، فإن التكليف بالمخازن هذا لم يعد ساري لكل "قبيلة ولغة وشعب ولسان" (رؤية 5: 9، 7: 9).
وضع مؤمني العهد الجديد تحت هذا النص حرفيًا اليوم يعني تجربة الله (أعمال الرسل 15: 10، غلاطية 5: 3) وسرقة حرية المسيحيين التي لديهم في المسيح (رومية 8: 15، غلاطية 2: 4، 5: 1، 4-5، 2 كورنثوس 3: 17). واستخدام هذا النص لفرض نظام العشور في العهد الجديد يسرق من الآية معناها الأصلي وهو بالتالي يعلم بإنجيل آخر (غلاطية 1: 9).
حقائق عن العشور من العهد الجديد:
دعونا ننظر الآن إلى بعض الحقائق المعنية بذكر "العشور" في العهد الجديد:(1) متى 23: 23 -عند التحدث عن تعشير النعنع والشبت والكمون (متى 23: 23، لوقا 11: 41-42)، كان يسوع يتحدث للفريسيين، الذين يزرعون حدائق بالأعشاب في أرض الموعد، والذين يدينون بعشور العهد القديم (الثلاثة، أنظر "عشور العهد القديم" أدناه). هل قصد يسوع أنه لكي تصبح الكنيسة بارة عليها أن تزيد على الثلاثة عشور التي كان على الفريسيين دفعها تحت ناموس العهد القديم؟ كلا، لقد كان قصد يسوع أن عطائهم الفريسي لم يأتي بالبر الحقيقي للفريسيين على الإطلاق. فهم لم يُعطوا بتوجه القلب المناسب وإلا كانوا سيعملون أعمال العدل، والرحمة، والإيمان.
لاحظ أن كل الويلات التي نطقها بها يسوع في متى 23 كانت تخاطب الفريسيين والكتبة (متى 23: 13-16، 23، 25، 27، 29) اللذين كانوا تحت ناموس العهد القديم. هم كانوا من يؤكدون على حفظ الطقوس، ومع ذلك كانوا متجاهلون في واجباتهم الأخلاقية تجاه إخوتهم من البشر. فما الذي يدافع عنه يسوع؟ يقول لنا لوقا 11: 41: "بَلْ أَعْطُوا مَا عِنْدَكُمْ صَدَقَةً، فَهُوَذَا كُلُّ شَيْءٍ يَكُونُ نَقِيًّا لَكُمْ." في العهد القديم تُذكر نسبة محددة (10% العُشر)، ولكن هنا لا يذكر النص كمية محددة. بل نرى أن الأمر هو مجرد "أعطوا".
شريعة تقديم العشور كان ساريًا حتى الصليب فقط. أمر يسوع في متى 23: 23 لا يضمن استمرارية أي التزام بإتباع المسيحيين شريعة الثلاثة عشور للعهد القديم. فهذا سيكون بمثابة انتهاك لميثاق الحرية المحدد في رسالة غلاطية (غلاطية 5: 1-2، قارنه مع غلاطية 2: 4). جوهر الأمر في غلاطية كان أنه قيل للأمم أنه يجب عليهم ألا يؤمنوا بيسوع المسيح ليخلصوا فقط، ولكن يجب عليهم أن يقبلوا الختان أيضًا وبالتالي يُخضعوا أنفسهم لحفظ الناموس اليهودي كالطريق للخلاص (غلاطية 2: 3-5 و12، 4: 10، 5: 3-6، 6: 12-13 قارن مع كولوسي 2: 16-20، لاويين 23: 2، 1 كورنثوس 23: 31، 2 كورنثوس 31: 3، نحميا 10: 33، إلخ.) إلا أن هذا إنجيل مزيف - والذي هو لا إنجيل على الإطلاق - وهو بالتالي مميت (غلاطية 1: 6-7). يقول بيبا Pipa: "إضافة أي شيء للإنجيل- سواء أعمال، أو أسرار، أو معمودية، أو أي شيء - هو انتقاص من الإنجيل." انتشرت العديد من ألوان هذه "الفلسفة" (وهي إنجيل خاطئ) بين المسيحيين اليهود الأوائل (أعمال الرسل 15: 1، 21: 20-21، فيلبي 3: 2-3، كولوسي 2: 8-23).
هؤلاء الذين كانوا تحت الناموس (اليهود) تحرروا منه إلى شيء أفضل جدًا وهذه حالة الكنيسة اليوم أيضًا. كتب بولس في رومية 7: 6: "وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ، إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ، حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ." والمسيحي الذي يسعى لحفظ الناموس لكي يُبرر أو يُقدَّس قد سقط من النعمة (غلاطية 5: 4). يذكر أعمال الرسل 2: 42 أن الكنيسة الأولى لم تتبع شرائع العهد القديم بل "تعاليم الرسل".
كان نظام العشور مؤسس عندما وجدت الحاجة - عندما أتى الكهنوت إلى الوجود. ولكنه انتهى عندما حل كهنوت أعظم (عبرانيين 8: 1-10: 18). الناموس الطقسي (أنظر رقم 3 أدناه)، وذبائح المحرقة، وتقدمات الحبوب، وقوانين الأكل، والتطهير الطقسي، والقوانين المعنية بالبرص والعبودية، والأعياد، وسنة اليوبيل لا تنطبق على المسيحيين.
(2) مرقس 14: 41-44 - الأرملة التي أعطت الكل (مرقس 14: 41-44). هي أعطت تقدمة برغبتها الحرة، وهي ليست عشور إجبارية من العهد القديم أو الجديد. لاحظ، أنها كانت تسلك تحت ناموس العهد القديم. أنظر رقم 3 أدناه. وبينما يمكن للمرء أن يعلم عن "العطاء المنعم" من هذا النص، إلا أن المرء سيسيء استخدام هذا النص إن حاول أن يعلم عن "العشور الإلزامية" منه! إلا أنه يجب أن نعطي بشكر. رغبتنا يجب أن تكون أن نعطي كل ما عندنا دائمًا، ولكن مرة أخرى هذا ليس أمر إلهي.
(3) عبرانيين 7: 9 - حقيقة أن إبراهيم تبارك على يد ملكي صادق وكونه عشر له توضح سمو ملكي صادق والسمو الأكبر للمسيح على كهنوت لاوي (عبرانيين 7: 1-10). إلا أن النص يُكمل بملحوظة أنه عندما يتغير الكهنوت، يتغير معه الناموس! فهل بقي الناموس كما هو؟ كلا (عبرانيين 7: 12). فإن كان هناك تغيير في النظام الطقسي للاويين فإن هذا يؤثر في نظام العشور. فالقوانين التي أمرت بوجوب إعطاء العشور للاويين تبطل (تثنية 12: 19)، إن لم يُعاد تأسيسها في مكان آخر في العهد الجديد.
وعلاوة على ذلك، يجب أن يُعاد ذكر أن تعشير إبراهيم كان: 1- عن رغبة إرادية و2- بنذر. انظر تكوين 14: 21-24. فهذا لم يكن تعشير "إلزامي" بقيمة 10 %.
هل يمكننا أن نبين في العهد الجديد المكان الذي تم فيه إعادة تأسيس نظام العشور الإلزامية (الثلاثة أو حتى الواحدة)؟ كلا! ولكن يمكننا أن نبين من العهد الجديد أنه على المرء أن "يعطي" بسرور (رومية 15: 25-27، 1 كورنثوس 16: 2، 2 كورنثوس8 إلخ.) ولكن ليس "عشورًا" (ليست ثلاث أعشار ولا عُشر واحد حتى).
(4) إعادة بناء الهيكل الحقيقي - لقد تم تدمير الهيكل في عام 70 م. إلا أننا نرى اليوم "إعادة بناء" مثيرة للحماس للهيكل الجسدي (1 كورنثوس 3: 9 و16-17، و6: 19، و2 كورنثوس 6: 16، وأفسس 2: 21-22، 1 تيموثاوس 3: 15، عبرانيين 3: 6). وببساطة الهيكل الذي يُبنى اليوم هو الكنيسة. وبينما يُبنى هيكل العهد الجديد يجب أن نوفر له الاحتياجات بنفس الطريقة التي تم بها إعادة بناء الهيكل في العهد القديم - أي بتقدمات إرادية معطاة طواعية (قارن: عزرا 1: 4 و6، 7: 16، 8: 25).
(5) عشور النذر - بالطبع، كانت هناك العديد من التقدمات بسبب النذور. وحسب النذور قد تكون هذه إلزامية. وإن قطع شخص على نفسه نذراً بأن يُعشر بمقدار 10% طيلة حياته فهو ملزم إذًا بإعطاء 10% حتى موته، إلخ. إلا أن، الله يوصينا ألا نتسرع في قطع عهود على أنفسنا (جامعة 5: 1-7). ومع التغيرات الكبيرة في اقتصادنا فإن هذه هي نصيحة حكيمة جدًا يجب أن نعمل بها. ونلاحظ مرة أخرى أن إبراهيم سُجل عنه أنه قطع على نفسه عهدًا "واحدًا" من هذه النوعية. كما أننا نلاحظ أيضًا أن يعقوب قطع على نفسه نذراً تطوعياً بالتعشير أيضًا (تكوين 28: 22).
(6) يسوع لم يعشر - لم يُكتب عن يسوع أنه "عشر" (متى 12: 1-2، مرقس 2: 23-24، لوقا 6: 1-2). يقول متى 12: 1-2:
وبينما تمم يسوع الناموس كله (متى 5: 17-20، رومية 10: 4) وأعطى لله ما هو لله (متى 22: 20-22)، إلا أنه كان نجار وبالتالي كان غير منخرط في الإنتاج الزراعي (من الأرض، الزيادة من الحقول، والكروم، والبساتين، والقطعان، والأسراب، وخلايا النحل). وبالتالي لم يكن ملزمًا أن يُعطي "العشور" العادية. ولا واحد من التلاميذ كان مزارع أو راعي وبالتالي لم يكن من المطلوب منهم أن يدفعوا العشور أيضًا. كلهم كانوا يُعطون العطايا من رغبتهم الحرة. لقد أطاعوا الناموس بكونهم لم يعشروا!فِي ذلِكَ الْوَقْتِ ذَهَبَ يَسُوعُ فِي السَّبْتِ بَيْنَ الزُّرُوعِ، فَجَاعَ تَلاَمِيذُهُ وَابْتَدَأُوا يَقْطِفُونَ سَنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ. فَالْفَرِّيسِيُّونَ لَمَّا نَظَرُوا قَالُوا لَهُ: "هُوَذَا تَلاَمِيذُكَ يَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السَّبْتِ!"
وفي هذه الحادثة كانوا يمارسون قانون الالتقاط، والذي كان للفقراء بشكل محدد (لاويين 19: 9-10، 23: 22، تثنية 24: 19، راعوث 2: 2 و15). والفريسيين لم يوبخوا يسوع وتلاميذه على التقاطهم الطعام. لم يوبخوا يسوع وتلاميذه على عدم دفعهم للعشور على محصولاتهم! الاتهام الوحيد كان أنهم يقومون بعمل في يوم السبت، الأمر الذي صححه يسوع للفريسيين (متى 12: 3-8).
لقد "أعطى" يسوع الفقراء بكل تأكيد، ولكن لم تُذكر نسبة قط (يوحنا 12: 4-6، أمثال 14: 31، 28: 27، يعقوب 1: 27، 1 يوحنا 3: 17-18). لقد أطعم يسوع الفقراء، إلخ. (متى 14: 15-21، لوقا 9: 12-15). لقد "أعطى" بشكل كامل وبدون خطية (متى 5: 48)، ولكنه لم يكن أبدًا مجبرًا على "التعشير".
(7) بعض النقاط التلخيصية - لقد وصف الله شروط العشور التي لا يمكن ولا يجب أن تنطبق اليوم، وقد فعل هذا بشكل إلهي:
(أ) أغلبية الكنيسة اليوم لا تعيش على أرض الموعد.
(ب) سبط لاوي غير مستمر.
(ج) لا يوجد هيكل مركزي.
(د) معظم المسيحيين اليوم ليس لديهم زيادة زراعية من أرض الموعد في فلسطين.
(ه) عبرانيين 8 أوقف العشور الإجبارية، حيث أن كهنوت لاوي لم يعد موجودًا والموجود الآن كهنوت أعظم.
(و) لا توجد عشور على المرتبات والمكافئات إلخ في الكتاب المقدس.
(ز) لم يكن مطلوباً من الفقراء أن يعشروا.
والآن نصل إلى باقي القصة:
إلا أنه، بينما لم يعد نظام العشور في العهد القديم ينطبق، إلا أنه يمكننا أن نتعلم منه، بل ويجب علينا أن نفعل هذا. على المسيحي أن يُعطي من أفضل ربحه، وبسخاء، فيدعم من يعظون ويعلمون بالكلمة. وعلاوة على ذلك، عليهم أن يساعدوا الفقراء، والأرامل، والأيتام. إلا أن هذا ليس "عشوراً إجبارية." يتحدث العهد الجديد عن "العطاء"، وليس عن "العشور" الإجبارية. انظر الرابط بعنوان "العطاء كجزء من العبادة؟" أدناه.
بعض مبادئ "العطاء" (وليس التعشير) في العهد الجديد:
مبدأ العهد الجديد وحرية "العطاء" (وليس التعشير) هو العطاء المضحي، بسرور، طواعية، وبشكل يتناسب مع الدخل لدعم خدمة الكلمة ولرفع الفقر، وللوكالة الصحيحة لكل الباقي كممتلكات الله. أنظر متى 6: 2-4، 25: 34-46، مرقس 4: 24، لوقا 6: 38، 12: 15 و34، 20: 25، 21: 1-4، أعمال الرسل 2: 44-45، رومية 15: 25-27، 1 كورنثوس 16: 2، 2 كورنثوس 8: 2-5، 9: 6-12، 1 تيموثاوس 6: 17-19، عبرانيين 13: 16، 1 بطرس 4: 10-11، إلخ.
إذًا، فعلى المسيحيين أن "يُعطوا" طواعية بدافع المحبة، وليس الناموس. ويجب أن "يُعطوا":
(1) من ربحهم، كما يعطي الرب ويرشد.
(2) كأولوية أولى تُحدد مسبقًا، وليس كفكرة متأخرة بالنظر لما تبقى. لا يجب أن يسأل المسيحي: "حسنًا، كم يجب أن أعطي هذا الشهر"، بل بالأحرى يسأل بفرح غامر وحماسة: "كم تسنح الفرصة لي أن أعطي؟ هي يمكن أن أعطي أكثر هذا الشهر؟" إلخ. الحمد لله!!!...
(3) من أفضل ما عندهم.
(4) بتضحية. بتضحية. بتضحية.
(5) بفرح. بسعادة. بحماس.
(6) موفرين الحاجة للوعظ والتعليم بالكلمة، ولإرسال الكارزين، ولرفع المعاناة عن المتألمين، المؤمنين أولًا ثم الآخرين.
(7) من خلال الشيوخ والشمامسة (يهتمون بالفقراء، والأرامل، والأيتام) في الكنيسة.
(8) محققين أي وعود أو نذور نقطعها لفعل أمر أكبر لملكوت الله.
(9) كشرف مُعطى بنعمة وليس كثقل
(10) بدافع المحبة للمسيح، وملكوته، وشعبه، والآخرين.
إلا أن، "عطاء" العهد الجديد ليس إلزاميًا بقيمة 10%. يمكنك أن تبحث قدر ما تستطيع، ولكنك لن تجد هذا الأمر في العهد الجديد بالتعشير! وحتى البند الرابع من نذر العضوية للكنيسة المشيخية بأمريكا PCA لا تجعل التعشير تكليفًا. فهي تقول: "هل تعد أن تدعم الكنيسة في عبادتها وعملها وفق طاقتك؟" لاحظ أن هذه لا يقول "تعشر" (10% إجبارية)، ولكنها تقول "تدعم.. وفق طاقتك". "فَلْيَتَيَقَّنْ كُلُّ وَاحِدٍ فِي عَقْلِهِ" (رومية 14: 5).
يا لها من هبه رائعة: العطاء
عندنا "امتياز" و"حرية" "العطاء". المجد لله!! فلنستغل هذه الفرصة للنظر بصلاة وبفرح وبتضحية إلى ما يريد منا الرب أن نعطيه اليوم - وكل يوم - للكنيسة، وللفقراء، وللآخرين. انظر الرابط بعنوان "العطاء كجزء من العبادة؟" أدناه. لقد كتب كالفن:
لا يحدنا الله بشريعة 10% فقط، ولا 23.3%، بل كما أعطى لنا بغنى، أصبح لدينا الآن الفرصة لرد ما هو له (مزمور 50: 10 و12، 89: 11، 1 كورنثوس 10: 26، قارن مع خروج 9: 29، تثنية 10: 14) بحسب روحه.يا لكسلنا! - الذي يظهر هنا، فبينما يدعونا الله بهذا القدر من اللطف لإكرام الكهنوت، حتى أنه يضع الذبائح في أيدينا، إلا أننا لا نقدم الذبائح له... لأن المذابح، التي يجب أن تُقدم عليها الذبائح الآتية من مواردنا، هم الفقراء، وخدام المسيح. والبعض يتجاهلون هؤلاء ويبددون مواردهم على جميع أنواع الرفاهية، وآخرون على متعة تذوقهم، وآخرون على ملابسهم الغير محتشمة، وآخرون على مساكنهم الفخمة. (كالفن، تفسير، فيلبي 4: 18).
إلا أنه يفهم مأزق الفقير، والأرملة، واليتيم. وهو يوفر لهم من خلالك ومن خلالي (خروج 23: 11، لاويين 19: 10، 23: 22، تثنية 15: 9، إلخ.). حتى أن الله، في عنايته، يسدد احتياج الفقراء من خلال طرق معجزية في بعض الأحيان (1 ملوك 17: 7-24، متى 14: 13-21، مرقس 6: 31-44، لوقا 9: 10-17، يوحنا 6: 5-15). وحتى الفقراء يمكن أن يشعروا بالروح يرشدهم لإعطاء عطية برغبة حرة من نوع ما. وأحيانًا يحركهم الروح القدس ليكونوا أكثر المعطين كرمًا على الإطلاق (مرقس 12: 41-44، لوقا 21: 1-4). ياله من عمل رائع لروح الله وموهبة العطاء الخاصة به! كيف ستمارس هذه الموهبة، هذا الأسبوع، وهذا الشهر، ولباقي السنة؟
"مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ" (أعمال الرسل 20: 35، قارن مع 2 كورنثوس 9: 6-7).
الإشارات التاريخية:
إن هذا التعليم ليس بالأمر الجديد. فقد تم تعليم هذا الأمر منذ قرون. حتى أن الكثير من اللاهوتيين المعاصرين يعلمون بـ"عطاء" العهد الجديد وليس "عشور" العهد القديم. تلي قائمة غير كاملة، مع كونها ملائمة، لإثبات هذه النقطة.
العطاء والكنيسة الأولى
إيريناوس (120-202 م)
كتاب ضد الهرطقات، الفصل 13 من الكتاب 4:
ولهذا السبب أمر الرب، بدلًا من تلك (الوصية)، لا تزني، أمنع حتى الشهوة الجنسية، وبدلا من تلك القائلة، لا تقتل، فمنع حتى الغضب، وبدلاً من الناموس الذي يُلزم بدفع العشور، قال لنا أن نُشارك كل ممتلكاتنا مع الفقراء.
ترتليان (150-220 تقريبًا)
الدفاع 39، 1-18:
رؤساؤنا هم شيوخ ذوي غنى مُثبت، رجال توصلوا إلى الحصول على هذه الكرامة بدون ثمن، ولكن بشخصيتهم. كل رجل يُحضر قطعة معدنية متواضعة مرة في الشهر أو كلما يرغب، وإن أراد فقط وإن استطاع، فهي تقدمة برغبة حرة. ويمكن أن تسميها قروض التقوى. وهي تُصرف... على دعم الفقراء ودفنهم.
قاموس الإيمان المسيحي المبكر (ص. 9)):
بالرغم من أنه لدينا صندوق الكنز الخاص بنا، إلا أنه غير مصنوع من مال يُستخدم في الشراء، مثلما هو الحال في ديانة لها ثمنها. بالأحرى، فإنه في يوم من الشهر، إن أراد، يضع كل شخص هبة صغيرة - ولكن فقط إن كان من دواعي سروره وإن استطاع فقط. لأنه لا إجبار، الكل طواعية.
العطاء والمصلحين
جون ويكليف (1328-1384) وجون هس (1373-1415) كلاهما ربط العشور بتقدمات الرغبة الحرة. أصر ويكليف على أنه لا يوجد أمر بالعشور في العهد الجديد. وتوصل هس وأتباعه إلى أن ناموس العهد القديم غير مُلزم للمسيحيين. جون سميث (1609) قال أن المسيح أنهى العشور بسبب تغيير الكهنوت. فرنسيس تورنتن (1623- 1687) أعلن أن ناموس العهد القديم مثل العشور والباكورة ليس إلزامي. وتوصل إلى أن طريقة دعم القساوسة يجب أن تؤكد على الطوعية. برجاء الرجوع إلى كتاب وجهات نظر بشأن العشور: أربعة وجهات نظر والذي حرره ديفيد أ. كروتو من أجل تاريخ أشمل.
مارتن لوثر
كيف يجب أن ينظر المسيحيون لموسى، 27 أبريل 1525:
ولكن بالضبط مثلما فشل اليهود، فهكذا يفشل الأمم. لذا فمن الطبيعي أن نكرم الله، ولا نسرق، أو نزني، أو نكون شهود زور، أو نقتل، وما يأمر به موسى ليس بالأمر الجديد. لأن ما أعطاه الله لليهود من السماء، كتبه أيضًا على قلوب كل البشر. وبالتالي، فأنا أطيع الوصايا التي أعطاها موسى، ليس لأن موسى قد أعطى الوصايا، ولكن لأنها زُرعت فيّ بالطبيعة، ويتفق موسى مع الطبيعة بالضبط، إلخ.ولكن باقي الوصايا التي أعطاها موسى، والتي ليست [مزروعة في كل البشر] بالطبيعة، لا يتمسك بها الأمم. ولا تخص الأمم، مثل العشور والوصايا الأخرى الجيدة بشكل مماثل والتي كنت أرغب لو كانت عندنا. هذا أول شيء أراه في موسى، أي، الوصايا التي أنا غير ملزم بها بقدر ما هي [مزروعة في الكل] بالطبيعة [ومكتوبة على قلوب الجميع].
تشارلز سبيرجن
كتاب Metropolitan Tabernacle Pulpit, 68 vols. (Pasadena, TX: Pilgrim, 1974), 47:97:
كما أنه جدير بالملاحظة أنه، فيما يختص بالسخاء المسيحي، لا توجد قوانين مذكورة في كلمة الله. أتذكر أني سمعت شخصًا يقول، أرغب أن أعرف كم بالضبط يبلغ مقدار ما يجب أن أعطيه. نعم، صديقي، أنت ترغب بلا شك، ولكنك لست تحت نظام مشابه لما كان يُلزم اليهود بدفع العشور للكهنة. لو كان هناك أي من مثل هذا القانون موضوع في الإنجيل، فسيدمر جمال العطاء التلقائي، وسيسرق كل الزهر من ثمر حريتك!
MTP 28:694:
لقد قرأت بعض المقولات الرائعة حول الحق الإلهي في العشور. ويبدو أنه مُثبت في ذهن البعض أنه إن كان الله قد أعطى العشور للاوي، لذا، فيجب أن يكون قد أعطاها للخدام الرسوليون أيضًا: وهو استنتاج أفشل في أن أراه! ويجب عليّ أن أستنتج بنفس السرعة إذًا أنه أعطاها للخدام المعمدانيين، فهذا لن يكون غير منطقي بكل تأكيد. فكرة كوننا كهنة، أو لاويين، حتى نحصل على العشور الإجبارية، مقيتة جدًا عن أن نفكر فيها لدقيقة!
MTP 14:567-68:
لقد قيل الكثير عن إعطاء العُشر من دخل المرء للرب. وأنا أعتقد أن هذا واجب مسيحي والذي لا يجب أن يُشكك فيه أحد ولو للحظة. إن كانت واجب تحت شريعة اليهود، فكم وكم هي الآن تحت النظام المسيحي. ولكنه خطأ فادح أن نفترض أن اليهود أعطوا عُشراً فقط. فقد أعطى أكثر من هذا كثيرًا. فالعُشر كان ما هو مُلزم أن يدفعه، ولكن بعدها أتت كل العطايا التي من رغبة حرة، وكل العطايا المختلفة في فصول السنة المختلفة، حتى أنه، قد يكون، قد أعطى الثلث، أو ما يقرب من هذا الرقم، بكل تأكيد، وليس العُشر!
إلا أنني لا أحب أن أضع أي قوانين لشعب الله، لأن عهد الرب الجديد ليس كتاب القوانين الكبير، وليس كتاب الحرف، لأن الحرف يقتل، ولكنه كتاب الروح، والذي يعلمنا بالأحرى عن روح الحرية وليس جسدها، وبدلًا من كتابة الشرائع على حجر أو ورق، فهو يكتب الشرائع على القلب. أعط يا صديقي، كما قصدت في قلبك، وأعطي نسبة، بحسب ما أغناك الرب،ولا تحدد ما يجب أن تدفعه بحسب ما يبدو محترم منك، أو بحسب ما هو متوقع منك عند الآخرين، ولكن كما هو في عيني الرب، لأنه يحب المعطي المسرور، ولأن المعطي المسرور يعطي بشكل متناسب، فانتبه أنك، مثل وكيل صالح، تحسب فقط ما هو للملك العظيم.
ما قاله الأفراد المختلفين عن العطاء
مؤسسة بيلي جراهم الكرازية
... السؤال المختص بما إذا كانت العشور تُدفع على الربح الصافي أم الربح الكلي للشخص لم يجاوب عليه الكتاب المقدس، ولا السؤال عما إذا وجب إعطاء العشور كلها للكنيسة المحلية أو أن تشمل خدمات أخرى. ونحن نشعر أن مثل هذه القرارات يجب أن تُبنى على القناعات الشخصية... فهو (أي دفع العشور) لم يُذكر في العهد الجديد إلا حيث وُصف في ممارسات العهد القديم أو في الأناجيل حيث يخاطب يسوع من كانوا تحت ناموس العهد القديم. لاحظ ملاحظات يسوع للفريسيين في لوقا 11: 42...
تعليم العهد الجديد عن العطاء والذي قد يكون مفيدًا لك موجود في 1 كورنثوس 16: 2: "فِي كُلِّ أَوَّلِ أُسْبُوعٍ، لِيَضَعْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عِنْدَهُ، خَازِنًا مَا تَيَسَّرَ". يوضح هذا المقطع أربعة أمور: يجب أن نُعطى كأفراد، وبشكل منتظم، وبنظام، وبشكل يتناسب مع دخلنا. أمر عطاءك هو أمر بينك وبين الله، وهو يضع في الاعتبار ظروفنا دائمًا. وهو يعلم عندما يكون الأمر أبعد من قدراتنا أن نسيّره ونسيطر عليه. أهم شيء أننا نرى في العطاء امتياز وليس عبء. لا يجب أن يكون العطاء نابع من الإحساس بالواجب، بل بالأحرى نابع من المحبة للرب والرغبة في رؤية ملكوته يتقدم. 2 كورنثوس 9: 6-7 يقول: "هذَا وَإِنَّ مَنْ يَزْرَعُ بِالشُّحِّ فَبِالشُّحِّ أَيْضًا يَحْصُدُ، وَمَنْ يَزْرَعُ بِالْبَرَكَاتِ فَبِالْبَرَكَاتِ أَيْضًا يَحْصُدُ. كُلُّ وَاحِدٍ كَمَا يَنْوِي بِقَلْبِهِ، لَيْسَ عَنْ حُزْنٍ أَوِ اضْطِرَارٍ. لأَنَّ الْمُعْطِيَ الْمَسْرُورَ يُحِبُّهُ اللهُ." السؤال الأعمق، الذي تراه، هو هذا: ما الذي له أولوية في حياتنا؟ هل المسيح هو الأول فعليًا - أم نضع أنفسنا ورغباتنا أولًا؟ تأكد من أن يكون المسيح هو الأول في حياتك، ثم أطلب منه أن يرشدك.
د. رسل إيرل كيلي
هل يجب على الكنيسة أن تعلم بإعطاء العشور (ص. 139-140):
ولا واحد من المناهج التفسيرية الثلاثة الرئيسية للاهوت اليوم يؤيد العشور. أولًا، مؤيد لاهوت العهد يقسم الناموس إلى الوصايا الأخلاقية، والقوانين الطقسية، الأحكام المدنية. ثم يقومون، بعد ذلك، برؤية العشور كقوانين طقسية، فيلغونها. ثانيًا، مؤيدي اللاهوت التدبيري يقسمون الناموس أيضًا إلى الوصايا، والقوانين، والأحكام. إلا أنهم، يرونه كوحدة لا تتجزأ، فيلغون الناموس كله، ويبدأون من جديد بالله وهو يكرر مبادئه الأخلاقية الأزلية في العهد الجديد بعد الجلجثة. ومؤيدي النهج الثالث للتفسير ما بين لاهوت العهد واللاهوت التدبيري أيضاًيلغون العشور بسبب استخدامها الطقسي الغير أخلاقي.
وأرجح قراءة كتاب د كيلي بعنوان "Should the Church Teach Tithing? A Theologian's Conclusions about a Taboo Doctrine," Writers Club Press, (January 11, 2000).
أر سي أتش لنسكي
عضو الكنيسة الفعال:
لقد أعطانا الله نموسه الإلهي، وروح المسيح، الذي هو روح الإيمان والمحبة، والذي يستخدم ناموس الله بحرية كمنظم للحياة المسيحية. إلا أننا، كمسيحيين، فنحن تحت الإنجيل، وهذا يعني أننا بالإيمان والمحبة نطيع الرب طواعية ونسعى لتحقيق إرادته المقدسة. إن الناموسية هو الاسم المُعطى لكل من يزيفون الناموس في الكنيسة. وهو كل من انشاء قوانين من صنع بشر في الكنيسة، وأي طاعة لتلك القوانين... ليس لأي كنيسة الحق في سن قوانين تلزم بها أعضائها، وليس لأي عضو الحق لطاعة مثل هذه القوانين، والسماح لضميره أن يكون مقيدا هكذا. كل من الكنيسة وأعضائها يسمون ناموسين عندما يديروا ممارساتهم الكنسية بهذه الطريقة. يمكن للحكومة أن تسن القوانين، أما الكنيسة، فلا..
...بالضبط مثلما يحكم الإنجيل وحده في قلوبنا، هكذا يجب أن تُستخدم طرق الإنجيل، أو الطرق الإنجيلية وحدها في أنشطتنا الكنسية. هذه الطرق تستخدم قوة الإيمان والمحبة وحدها، ولا توجد قوة خارجية. وبالتالي فإن هذه الطرق لديها علامة إنجيل الحرية عليها. هذه هي الطريقة الإنجيلية؟ المسيحي الإنجيلي يذهب للكنيسة بدافع محبة المسيح، وكلمته، وعبادته. وفقط عندما يرى الرب هذا في القلب يرضى؟ ليس مجرد الأداء الخارجي الذي يرضي الرب، فكم وكم ما لم يأمر به الرب في أي مكان بنفسه. والأسوأ، هو محاولة شراء رضاه وهو إهانة لنعمته المباركة، والتي من خلالها وحدها تُعطى لنا مواهب خلاصه. هذه هي الطريقة الإنجيلية؟ المسيحي الإنجيلي يذهب للكنيسة بدافع محبة المسيح، وكلمته، وعبادته. وفقط عندما يرى الرب هذا في القلب يرضى؟ ليس مجرد الأداء الخارجي الذي يرضي الرب، فكم وكم ما لم يأمر به الرب في أي مكان بنفسه. والأسوأ، هو محاولة شراء رضاه وهو إهانة لنعمته المباركة، والتي من خلالها وحدها تُعطى لنا مواهب خلاصه.
الطرق الناموسية تبدو واعدة بشكل خاص عندما يعني الأمر بالحصول على المال من أجل الكنيسة لما لا تفرض ضريبة على الأعضاء، وتقول هي ضريبة واضحة بهذا المقدار لكل رأس، أو ضريبة بحسب ممتلكات الأعضاء؟ ألن يضمن هذا وجود المجموع المرغوب فيه بعيدًا جدًا عن الطرق الإنجيلية والعطاء المسيحي التطوعي؟ المشكلة هي، أنه بالرغم من أن المال في حد ذاته قد يكون مضمونًا من خلال هذه الطريقة الناموسية، إلا أن الرب ليس لديه استخدام له. المال الوحيد الذي يقبله يجب أن يأتي كتقدمة حقيقية تُعطى لله من قلوب راضية بالإيمان والمحبة. مثل هذه التقدمات يمكن جمعها فقط باستخدام الطرق الإنجيلية، وليس من خلال خلق طرق ناموسية.
الطرق الخاطئة تميل دائمًا لإفساد المبادئ الصحيحة، وبالتالي تمنع البركات التي يجب أن نحصل عليها. الطرق الصحيحة تؤيد المبادئ الصحيحة، وتساعد في اظهار مقدار فائدتها، وبالتالي تكسب رضى الرب وبركته.
جون ماك أرثر، الابن:تفسير سفر الرومية 9-16 (ص. 233):
... المسيحيون لا يقعون تحت الالتزام بإعطاء كمية محددة من المال من أجل عمل أبيهم السماوي. . فلا تنطبق العشور أو أي ضريبة من ضرائب العهد القديم الأخرى على المسيحيين في أي شكل من أشكالها.
أفكار حول العشور (مقتطفات من الوعظة التي قالها في كنيسة جماعة جريس في مدينة بانوراما سيتي، كاليفورنيا):
إن العشور، في الأساس، لا يتم أبدًا الدفاع عنها في العهد الجديد. ولا يتم التعليم بها في العهد الجديد - على الإطلاق!
بروس متزجر
كتاب Oxford Companion to the Bible (p. 223):
لا يطلب العهد الجديد في أي مكان فيه العشور بوضوح للحفاظ على خدمة أو مكان اجتماع.
تايلر رامي
كتاب Tithing Today: God's Plan or Designs of Man:
فيما يختص بأقدم الكنائس الأولى، فلم يعلم الرسل ولا تلاميذهم (أباء الكنيسة الأولى) أن العشور واجب مسيحي.
قبلما يصبح نظام العشور أمر أساسي بالتدريج في بعض أركان الكنيسة الأولى "الأولى "لم يكن هناك دعم لرجال الإكليروس من خلال إعطاء عشور بشكل نظامي." وفي الوقت المناسب (بعد الصليب بعدة قرون)، "أصبح يُنظر إلى العشور بحسب نمط المجمع اليهودي بشكل عام." وحتى وقتنا هذا، كانت العشور مجرد اقتراح والذي من الواضح أنه اكتسب المزيد من التأييد مع زيادة سلطة الأساقفة والكهنة.
ومع نمو سلطة ومكانة القادة الدينيين لتعكس كهنة عصر الهيكل والرعاية التي كانت تعولهم، ، أمرت الكنيسة في النهاية بالعشور التي اشتملت "المال، والملابس، وكل الممتلكات،" (الديداخي، 13: 7 كما يقتبسها والتر أ. ألول في كتابه Walter A. Elwell, ed., The Concise Evangelical Dictionary of Theology, (Grand Rapids: Baker Book House, 1991), s.v. "Tithing," by D. K. McKim, 513) وهو الأمر الذي لا يتم تعليمه اليوم بشكل عام وهو غائب بشكل واضح عن الممارسات المعاصرة (David W. Bercot's edited work A Dictionary of Early Christian Beliefs, (Peabody: Hendrickson Publishers, 1998. دفع العشور في الكنيسة الأولى (القرن الرابع تقريبًا) تم تأييده من خلال الاعتماد على مقاطع مثل متى 10: 10 والتي تقول: "الْفَاعِلَ مُسْتَحِق طَعَامَهُ" (قارن مع لوقا 10: 7) و1 كورنثوس 9: 11 الذي يقول: "إِنْ كُنَّا نَحْنُ قَدْ زَرَعْنَا لَكُمُ الرُّوحِيَّاتِ، أَفَعَظِيمٌ إِنْ حَصَدْنَا مِنْكُمُ الْجَسَدِيَّاتِ؟" إلا أن بعض قادة الكنيسة الأولى (مثل إيريناوس وأبيفانوس) بينوا أن الحجة المستمدة من هذه النصوص غير واضحة. بل بالأحرى، تم التركيز على الحرية في العطاء المسيحي." Merril C. Tenney, gen. ed., The Zondervan Pictoral Encyclopedia of the Bible, (Grand Rapids: Zondervan Publishing, 1975), s.v. "Tithe," by C. L. Feinberg, 758).
وبحلول القرن السادس، كانت ممارسة العشور قد تبنت العديد من القوانين التي من صنع بشر والتي اشتملت على الأقسام المحددة، والتي يجب إعطائها للكهنة وللأبرشيات. تعكس هذه الممارسة الأفكار الشائعة بأن عشور العهد القديم موجه للكاهن ولصيانة الهيكل لها نظيرهما في قادة الكنيسة - وفي الغالب القساوسة - والمباني الكنسية. هذا المعتقد بالناموسية يشترك فيه العديد من المسيحيين، حتى أنه له تأييد من عدد من القادة المسيحيون اليوم.
القواميس المختلفة، والتفسيرات، إلخ حول العطاء
The Bible Knowledge Commentary (p. 1585):بالرغم من أنه لا يطلب العشور من المؤمنين اليوم، إلا أن العهد الجديد يتحدث بالفعل عن بركة الله على هؤلاء الذين يعطون بسخاء لتلبية احتياجات الكنيسة وخصوصًا العاملين في الكلمة.
The Encyclopedia Americana:
لم تتم ممارسته في الكنيسة الأولى ولكنه أصبح شائع بالتدريج (في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية في أوروبا الغربية) بحلول القرن السادس. مجمع تور في عام 567 والمجمع الثاني لماكون في 585 أيدوا دفع العشور. وجعلوها إجبارية من خلال قانون مدني في الإمبراطورية الكارولنجية في 765 وفي إنجلترا في القرن العاشر ... والإصلاح لم يُلغي العشور واستمرت الممارسة في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية وفي البلاد البروتستنتية... (حتى) تم احلالها بالتدريج بأشكال أخرى من الضرائب. ولاتزال الكنيسة الكاثوليكية الرومانية تقر بالعشور في البلاد التي يسمح فيها القانون بذلك، وبعض الكنائس البروتستنتية تعتبر العشور إجبارية.
قاموس هاستنجز للكنيسة الرسولية:
من المعترف به بشكل عالمي أن دفع العشور أو عُشر الممتلكات، للأهداف المقدسة لم يوجد في الكنيسة خلال العصر الرسولي وعصر خلفائهم المباشرين.
قاموس نيلسون للكتاب المقدس (عن العشور):
في العهد الجديد تظهر كلمات العشور والتعشير 8 مرات فقط (متى 23: 23، لوقا 11: 42، 18: 12، عبرانيين 7: 5-6، 8-9). كل هذه المقاطع تشير إلى استخدامات العهد القديم... ولا يوجد مكان في العهد الجديد يأمر فيه بوضوح المسيحيين بدفع العشور. إلا أننا، كمؤمنين يجب علينا أن نكون كرماء في مشاركة ممتلكاتنا المادية مع الفقراء ولدعم الخدمة المسيحية. المسيح نفسه هو مثالنا في العطاء. ويجب أن يكون العطاء طواعية، وبرغبة حرة، وبفرح، ومعطى في ضوء المحاسبة الإلهية. ويجب أن يكون العطاء نظامي وغير محدود على الإطلاق بعُشر دخلنا. فنحن ندرك أن كل ما لدينا هو من الله. ونحن مدعوون أن نكون وكلاء أمناء على كل ممتلكاتنا (رومية 14: 12، 1 كورنثوس 9: 3-14، 16: 1-3، 2 كورنثوس 8-9).
New Advent Catholic Encyclopedia Online:
في الكنيسة المسيحية، مثلما أن هؤلاء الذين يخدمون المذبح يجب أن يعيشوا من المذبح (1 كورنثوس 9: 13) وجب توفير نوع من الإعالة للخدام الموقرين. في البداية تم توفير هذه الإعالة من خلال التقدمات التلقائية للأمناء.إلا أنه، مع الوقت، ومع التوسع الكنسي ونشأت المؤسسات المختلفة، أصبح من الضروري سن قوانين تضمن الدعم الملائم والدائم لرجال الإكليروس. وقد تم تبني دفع العشور من الناموس القديم، والكًتاب القدماء يتحدثون عنه على أنه أمر إلهي وإلزام للضمير. ويبدو أن أقدم تشريع إيجابي حول هذا الموضوع محتوى في خطاب الأساقفة المجتمعين في تور في عام 567 وقانون مجمع ماكون في 585. ومع الوقت، نجد أن دفع العشور جُعل إلزامي بالقوانين الكنسية في كل البلاد المسيحية.
Treasury of Scripture Knowledge:
لا يتم التعليم عن دفع العشور في العهد الجديد كواجب على المسيحي الذي تحت النعمة . . . لأننا لسنا تحت الناموس، بل تحت النعمة، ويجب ألا يكون العطاء المسيحي موضوع إلزام قانوني، حتى لا نسقط في خطأ الغلاطيين؟ انظر غلاطية 3: 24-25، رومية 10: 4، كولوسي 2: 14، إلخ.
روابط ذات صلة:
عشور العهد القديم؟العطاء كجزء من العبادة؟
الدكتور جوزيف نالي، حاصل على درجة الماجستير في اللاهوت الرعوي والدكتوراه في اللاهوت، هو محرر لاهوتيّ في خدمات الألفيّة الثالثة.